بعد هدوء العاصÙØ© وسكون الموج ركب Ø£Øد الصيادين قاربه وأبØر ليصطاد مع مجموعة من القوارب، ظل يرمي شباكه الأيام والليالي دون جدوى،
وبينما هو منهمك ÙÙŠ عمله إذ به يجد Ù†Ùسه ÙˆØيدا ÙÙŠ عرض البØر، قد تاه عن زملائه، وقد Ù†Ùد الماء وكسرات الخبز التي معه، ظل يجد٠عله ÙŠØد سÙينة أو جزيرة يأوي إليها ØŒ وبينما هو كذلك إذ Ù„Ù…Ø Ø¬Ø²ÙŠØ±Ø© على مرمى البصر، تنÙس الصعداء وتهللت أسارير وجهه، وشعر بأن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¯Ø£Øª تدب Ùيه من جديد، وما إن اقترب من الجزيرة Øتى وجدها تلمع بالذهب ØŒ أرسى قاربه وبØØ« عن الماء Øتى وجد عين ماء تسيل بالزلال، شرب Øتى ارتوى وملأ جرته،ثم شرع يجمع الذهب ويضعه ÙÙŠ قاربه Øتى ملأه ØŒ وأراد العودة لكن القارب لم يتزØØ²Ø Ù…Ù† مكانه ØŒ ظن الصياد أن هذا بسبب زيادة الØمولة ÙØ£Ùرغ القارب قطعة قطعة والقارب لا ÙŠØ¨Ø±Ø Ù…ÙƒØ§Ù†Ù‡ إلى أن أعاد جميع الذهب إلى الجزيرة Øينها تØرك القارب.
عاد الصياد إلى قريته وأخبر الصيادين بخبر الجزيرة، ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي أبØروا جميعا ومعهم الصياد يدلهم على مكان الجزيرة ØŒØتى أشرÙوا عليها، صرخ الصياد : هذه جزيرة الذهب، ÙÙŠ تلك اللØظة خرج صوت مخي٠من الجزيرة ثم ابتلعها البØر وأصيب الصياد بالعمى.
لم تنته القصة؛ بل تلك كانت البداية، بعد Øوالي أربعة آلا٠سنة هجر طنطول وزوجته وأولاده جزيرة الطناطل باØثين عن موطن جديد ØŒ قطعوا الÙياÙÙŠ والصØاري وقضوا الأيام والليالي، Øتى شعروا ذات أصيل بهواء عليل قادم من جهة النيل، ÙوقÙوا مشدوهين بمنظر الوادي ÙˆØركة الÙلاØين، قال الطنطول الكبير: هذا موطننا الجديد!!!
ولما كان من عادة الطناطل Øب البوار وكراهية النشاط، وبغضهم الزراعة والÙلاØØ©ØŒ Ùكروا ÙÙŠ Øيلة لجعل الÙلاØين يهجرون Øقولهم ويبورون أرضهم بأيديهم، Ùقال الطنطول الكبير ÙÙŠ خبث ودهاء: لا يشغل Ø£Øدا عن الجد والنشاط سوى اللهو والأغاني، ولا سبيل لذلك غير الأطباق اللاقطة، والتي تنشر كل ساقطة.
Ùتصور لهم ÙÙŠ صورة ÙÙ„Ø§Ø ÙŠØب Ø§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø ØŒØµØ¹Ø¯ على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ø±ØŒ وأخذ يثبت ذلك الشبيه بالردار، Ùاجتمع الÙلاØون وهم يتساءلون: ما هذا يا صديقنا الÙلاØØŸ! Ùأجاب بارتياØ: إنه طبق لاقط يسمونه الطنطول، يأتي بأصوات المزامر والطبول.
وما إن نزل وشغل التلÙاز Øتى الت٠Øوله الصبية والشبان، وقد Ùغروا Ø£Ùواههم مشدوهين، وكانوا مستمتعين بصنو٠الأÙلام والمسلسلات التي تناهز Øلقاتها الستين ØŒ Ùهذا مسلسل تركي ÙŠØكي قصة Øب لمهند، وذلك هندي ÙŠØكي أسطورة ملكة شريرة، وذلك مكسيكي تدور Ø£Øداثه Øول خيانة زوجية.
وما هي إلا شهور معدودات Øتى غطت Ø£Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø²Ù„ سØابة من الطناطل، ولم يخل Ø³Ø·Ø Ù…Ù†Ø²Ù„ ÙÙŠ الدلتا والوادي من طنطول ØŒ ولم تسمع ÙÙŠ بيوت الÙلاØين سوى الطبول.
وخيم على الوادي الخمول، وصار الÙلاØون ÙÙŠ النهار يستظلون بأطباق الطنطول وقد هجروا الØقول، Ùكي٠لمن يسهرون Øتى بزوغ الÙجر أن تقوى سواعدهم على Øمل الÙأس أو تØمل أشعة الشمس؟!!!
جلس الطنطول ÙˆØوله عائلنه ÙÙŠ Øبور، Øينما رأوا الخراب والبور ملأ الأرض، وصار الÙلاØون لا يستيقظون إلا مع غروب الشمس، إلا أن طنطولا صغيرا لم يكن سعيدا!!! سألته أمه: لم العبوس وقد ملكنا النيل وبورنا أراضيه؟!!
أجاب: لقد كنت ألعب على شاطئ النيل Ùوجدت مجموعة من الÙلاØين ما زالوا يزرعون!!!
قالت له أمه ÙÙŠ دهاء: إذا أخرج لنا ما ÙÙŠ جعبتك من الذكاء
Ùقكر وقدر ØŒ ثم نظر ثم عبس وبصر ØŒ وأقبل وأدبر، ثم قال : لا يأتي بالخراب إلا ذلك الجهاز الذي رأيته ÙÙŠ بلاد الÙرنجة ØŒ يتواصل الناس به، يقرب البعيد، سأنشر ذلك الجهاز Øتى لا يبقى صغير ولا كبير إلا وبØوزته ذلك الجهاز الشرير.
وخلال أيام اÙØªØªØ Ø§Ù„Ø·Ù†Ø·ÙˆÙ„ Ù…Øلا ÙÙŠ Ø¥Øدى القرى ووضع على واجهته لاÙته:(الطنطول لأجهزة المØمول) وقد ذاع صيته، وبدأ Ù„ÙلاØون يبيعون كل غال ونÙيس من أجل اقتناء طنطول Ù…Øمول، وصار الطنطول هو أغلى مأمول ØŒ وصار من العار أن تكون يدك خالية من طنطول تداعبه بأناملك.
وبعد مرور سنوات، ÙˆÙÙŠ أصيل جميل Ù…Øمل بالهواء العليل كان الطنطول الكبير ÙˆØوله أولاده الطناطل يجلسون على ضÙا٠النيل ØŒ وهم يستمتعون ببشاعة الأرض البور والخراب الذي خيم على الدور،ثم قال ÙÙŠ Øبور : الآن صار النيل موطنا للطناطل .!!!
——————
الطنطول ÙˆØØ´ أسطوري ظهر على ضÙا٠نهر دجلة والÙرات كان ÙÙŠ الØضارة السومرية قبل الميلاد بألÙÙŠ عام.. كان يخرج بعد المغرب ليخي٠الÙلاØين Ùهجروا Øقولهم.
_____
سمير Øسن رضوان
أبو ظبي _ مجموعة قصصية بعنوان(النهر الجاÙ)
الاثنين 16/12/2019